صادق ﭼـوبك
كاتب متعاطف مع آلام المضطهدين
ولد "صادق ﭼوبك" فى (بوشهر) فى أغسطس من عام 1916. وكان والده تاجر بازار مشهور. وقد تلقى تعليمه الابتدائى فى "شيراز" ثم انتقل بعد ذلك إلى طهران والتحق بمدرسة "البرز" الثانوية. وبعد أن أتم دراسته الثانوية، وظفته وزارة التعليم مدرسا وتم إرساله إلى إقليم "خوزستان" الغنى بالبترول فى "خورام شهر" ثم التحق بعد ذلك بالشركة الوطنية للبترول.
ويعد "ﭼوبك" من أكبر وأعظم كتاب الواقعية فى الأدب الفارسى. ولقد كتب مجموعة كبيرة من الأعمال بما فيها روايات وقصص قصيرة ومسرحيات. أما مجموعاته القصصية مثل {خيمه شب بازى} (مسرح العرائس) والتى كتبها عام 1945، {عنترى كه لوطيش مرده بود}(القرد الذى مات سيده) عام 1949 أثرت بعمق على الأدب الفارسى الحديث. وقد أعطته طفولته فى (بوشهر) بعدا غير معتاد فى الكتابات الفارسية، واتُهِمَ بأنه يبتعد عن الأصالة.
ومرت فترة من الزمن -عدة سنوات- قبل أن يعود مرة أخرى بروايته الهامة {"تنـﮕسير} (التنجستانى) فى عام 1963. ثم نشرت بعدها بعامين عام 1965 روايته {روزى اولى قبر} (أول يوم فى القبر). واستأنف "ﭼوبك" عمله ونشر {آخرين صداقه} (الصدقة الأخيرة) ورواية أخرى هامة بعنوان {سنـﮕى صبور} (حجر الصبر) عام 1966.
ويروى فى روايته {"تنـﮕسير} الأعمال الباسلة لمقاتلى (تنجستان) (منطقة قرب إقليم بوشهر)، وبطل الرواية "زار محمد" يستاء من الظلم الاجتماعى، فيأخذ العدل فى يديه ويقاتل الشر الاجتماعى. ويربح "زار محمد" قدرا معقولا من المال فيعمل فى التجارة، ولكن الحاكم جرده من ماله. وفى مرارة يأسه من غياب العدالة يأخذ مسدسا فى يده ويقتل أعدائه الواحد تلو الاخر. بعد قتله المخادعين، يطلق عليه "محمد قلب الأسد". وتسيطر فكرة العدالة والانتقام على الرواية، فيوصّل " ﭼوبك" رسالة: "إذا تقاعص القانون فى تحقيق العدالة لمن يستحقونها ستسود الفوضى وتكون النتيجة أن يقرر الناس قدرهم بأيديهم ويحقق كل منهم العدالة كما يراها من وجهة نظره"، ثم يهرب "محمد قلب الأسد" من سطوة القانون بعد عدة محاكمات طويلة. وهنا يرثى "ﭼوبك" الظلم الاجتماعى والجهل الأعمى لواضعى القانون. فيتحول مطلب العدالة إلى مهمة دينية مقدسة لبطل الرواية الذى يراه القرويون الرجلَ الذى أوكل إليه مهمة تحريرهم من الأيدى الظالمة المستبدة.
ويرسم " ﭼوبك" عالما فى غاية التوحش والقسوة الذى يموت فيه الناس ولا يستطيعون تحمل رؤية بعضهم البعض فى {سنـﮕى صبور} (حجر الصبر) وهى واحدة من أعظم الروايات الحديثة فى الأدب الفارسى.
وعلى العموم فإن أساليبه وعباراته وأمثاله الشهيرة قد دفعت القصة إلى الأمام وجعلت المقومات الطبيعية للحوار تتطور إلى نظام مختلف[1].
وقد قام "ﭼوبك" بترجمة أعمال لكتاب مشهورين عالميا مثل "بلزاك" و "شكسبير" إلى الفارسية. وتوفى "ﭼوبك" فى شهر يوليو عام 1998 فى "بركلاى" بالولايات المتحدة الأمريكية.
المراجع:
http://iranchamber.com
[1] Peter Avery; Bulletin of the School of Oriental and African Studies, University of London, Vol. 48, No. 2, 1985.
0 تعليقات:
Post a Comment