• RSS
  • Delicious
  • Digg
  • Facebook
  • Twitter

الفن والشعر الإيرانى فى اعمال الكتاب الأوربيين..فريده مثقف


ترجمه عن الإنجليزية: أيمن بدر
ليس هناك لغة أمة، أدب وفن يستطيعا البقاء بمعزل عن التأثر. فالأمم تؤثر فى أمة أخرى، وحتى الآن هذه التأثيرات المتبادلة تصبح واضحة متى قارننا فن وأدب أمة مع أخرى. على سبيل المثال، جزءا هاما فى النثر والشعر الفرنسى ألهمه الأدب اليونانى القديم واللاتينى، أثناء وبعد عصر النهضة الأوربية. أما الأدب الإنجليزى كان تحت تأثير الفلاسفة والكتاب الفرنسيين خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. الأساطير اليونانية وقصصها الخرافية الشهيرة مثل (بروميثيوس، أوديبيوس، لفيجينيا، أنتيجونى، إلخ) كان لديها مصادر عظيمة من الإلهام لكتاب التراجيديا وحافظت على تأثيرها حتى على أدب أوربا وكذلك على الكتاب الأوربيين مثل جان أنويله، جان بول سارتر، أندريه جيد، جان جيرودو، وآخرين قد تأثروا إلى حد كبير بأساطير وأدب اليونان القديمة.
بعد التحول إلى الإسلام، لعب المفكرون والفنانون الإيرانيون دورا هاما فى إثراء وتعزيز الحضارة والثقافة الإسلامية. وتوسع الأقاليم الإسلامية كان سببا لانتشار أعمال العلماء الإيرانيين مثل بو على سينا (ابن سينا)، الرازى وآخرين على نطاق واسع خلال الأراضى الأوربية والإسلامية.
ومع ذلك للتحقق من تأثير الفن والأدب الإيرانى على أعمال الأوربيين، يجب أن نلقى وراء ظهورنا فترتى العصور الوسطى والنهضة وندخل القرن السابع عشر. فالأدب الفارسى وأفكار العلماء الإيرانيين البارزين بدأوا تأثيرهم فى أوربا فى هذا القرن لأن جزءا من الأعمال الأدبية الفارسية –مثل ﮔلستان سعدى- ترجمت إلى الفرنسية.
وتوزيع تلك الترجمات وروايات الرحلات مثل شاردا، تافرنيه طورت اهتمامات الأوربيين بالأدب والثقافة الإيرانية وجذبت انتباههم للكنوز الغنية فى فن وأدب بلاد فارس. هذا التأثير كان عميقا لدرجة كبيرة بين الأعمال القيّمة للكتّاب مثل: كورنييه، راكين، فولتير، مادلين سكودرى، مونتيسكيو وآخرين، ويُلاحظ التأثر جليا فى أعمالهم بأعمال مثل: سورينا، رودجن، استر، خسرو، مهرداد، بايزيد إلخ. وخلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر برزت العديد من الأعمال العظيمة فى الأدب الفارسى مثل: سعدى، حافظ، خيام، عطار، نظامى، فردوسى، جامى، مانوشهرى، نصير خسرو، أنوارى، أسدى طوسى، بابا طاهر، حطيف وآخرين ترجموا إلى اللغات الأوربية –خاصة الإنجليزية والفرنسية والألمانية. ولهذا الاهتمام، فقد جعلت أعمالٌ مهمة ومثيرة –مثل {الحروف الفارسية} لمونتيسيكيو، و{وجه التوليب} لتوماس مور، {الديوان الغربى الشرقى} لجوته، {رستم وسهراب} لماثيو أرنولد- شعب أوربا يصبح –أكثر من ذى قبل- إطلاعا على الفن والأدب الفارسى.
ترجمة أمهات اللغة الفارسية -مثل {ديوان حافظ}، {شاهنامه} للفردوسى، {ﮔلستان} لسعدى، {رباعيات الخيام}- فى بلاد مثل فرنسا وإنجلترا وألمانيا والدول الأوربية الأخرى أذهلت الدوائر الأدبية هناك، وفجأة منتديات الأدب الغربى واجهت أعمال أدبية خارجة عن المألوف، وقد قال "سينت بويف" عند الإطلاع على الشاهنامة:
""لو استطعنا أن ندرك هذه الأعمال العظيمة الموجود فى العالم مثل الشاهنامة، فلن نستطيع أن نصبح فخورين لهذه الدرجة بأعمالنا ذات الطابع السخيف"
وعند معرفة حافظ، تمنى جوته أن يكون واحدا من أتباعه. فقال: "أيا حافظ، إن كلمتك عظيمة كالأبدية فى أنها لا بداية لها ولا نهاية. كلمتك، مثل ظلة السماء، تستند كليةً على نفسها. إنها إشاراتٌ كلها، الجمال والتميز". وبعد دراسة كلمات حافظ كتب نيتشه:"أيا حافظ، لقد خلقتَ حانة للفلسفة أعظم من أى قصر فى العالم. فيها مددتَ خمر السمو والكلمة ليس باستطاعة العالم أن يشربها. أعلى قمة لأى جبل ولكن إشارة لعظمتك والعمق البعيد لأى دوامة هو فقط علامة على كمالك، وتميز كلمتك".
وبعد دراسة {بستان سعدى} قال "ارنست رينان": "سعدى ليس غريبا بيننا فهو فى الحقيقة واحدٌ منّا." وقد كتب "باربيه مينارو" مترجم {بستان سعدى} فى مقدمة ترجمته: "سعدى هو توليفة من كياسة هوراس[1] وابتسامة رابيليه[2] وبساطة لافونتين[3]. وبدون أى مبالغة، الشعراء الإيرانيون ساهموا فى إثراء الأدب الأوربى. مثلهم مثل الأعمال الادبية اليونانية والرومانية، فالشعر الفارسى كان مفيدا لأدب أوربا". الشاعر الألمانى العظيم نوفاليس كتب فى قصيدته (أغنية الليل): "الحكمة والتأمل الفلسفى يوجدان فقط فى الشرق". شليجل كتب فى مقدمة ترجمته الألمانية لجزء من {شاهنامه} للفردوسى: "لتصل إلى منبع الرومانسية وتنهل منه يجب أن يسافر المرء إلى الشرق".
وكتبت الشاعرة الفرنسية "كومتيس دو نواييل" فى كتابها (الحديقة الخلابة): "لقد قرأتا هذه النقطمة فى كتاب عطِر وصافِ وحزين، حيث القراءة التى منحتنى ثملا خلابا والىن أدرك أن الحديقة الخلابة توجد حقيقة وتستطيع رؤيتها بالعين. إنها حديقة تمتد من أقدام المنطقة الجبلية المسماة سعدى إلى شيراز. أيا روحى، هل من الممكن لجسدى أن يصاحبك ويطير إلى هذه الفردوس، حيث العندليب يغرد بأغانى الحب من الربيع إلى الصيف، وزهرة التوليب، ويصبح الهواء عطرا، وزفير المساء يودع الورود للرياح ومن قمة أشجار الحَوْر، خلال الصيف المتّقد، تلتوى الرياح بينما تلهث بنفس محترق. المدينة التى كلها من الحديد، والخزف والجصّ تشرق لامعةً كالفضة والذهب. كل قبة مقنطرة تشبه فاكهة زرقاء والأقواس المجدولة نقاط عالية تلقى بظلالها مع قراميدها المزخرفة والتصميم الزهرى الفيروزى على المياه تحتها."
خلقت ترجمة "هامر" لـ{غزليات حافظ} إلى الألمانية، ترجمة {ﮔلستان سعدى} إلى الفرنسية و{رباعيات الخيام} إلى الإنجليزية بواسطة "فيتزجيرالد" وأيضا قصائد {الشاهنامة} بواسطة "ﭭول" إلى الفرنسية تغيرا عميقا فى الأدب الأوربى. وأصبحت أيضا الدول الأوروبية الأخرى مدركة ومطّلعة على صدارة الشرق والرحيق الملهم لحدائق بلاد فارس. أتوا لكى يعرفوا رجالا فوق العادة حيث ضاهت عبقريتهم الأدبية بل تجاوزت هوميروس، راكين، أخيلوس.

[1] شاعرملحمى يونانى له تأثير كبير فى الأدب الإنجليزى. (المترجم)
[2] فرانسوا رابيليه: كاتب اجتماعى وله ههجمات ساخرة على المذهب اللاهوتى والخرافى فى العصور الوسطى.
[3] جان دو لافونتين: شاعر فرنسى جمع حكايات إيسوب فى قصصه على لسان الحيوان واقتبس منه أحمد شوقى فى بعض شعره للأطفال

0 تعليقات:

Post a Comment

 

الأعداد السابقة

1 2 3 4
5 6 7 8
9 10 11 12
13 14 15 16
       

محرر إيران خان

أنت الزائر رقم

Followers

Copyright 2010 إيران خان - All Rights Reserved.
Designed by Web2feel.com | Bloggerized by Lasantha - Premiumbloggertemplates.com | Affordable HTML Templates from Herotemplates.com.