• RSS
  • Delicious
  • Digg
  • Facebook
  • Twitter

"ماه منير" ..الكاتبة: ميترا الياتي

ترجمها عن الفارسية: محمد حسين السلطانى - العراق



الحياة .. فهم هذا المعنى متأخرا . كانوا يقولون له : "ألا تخجل وأنت شيخ طاعن في السن؟!" "هل تزوجتها؟" قالتها أبنته.  فصاح بصوت عالٍ: "ماه منير"
                          
نظر الى الظلام وأنصت الى الصوت الذي لم يسمعه. أمسك جانب الفراش وحاول أن ينهض . لكن ارتجفت يداه ووقع الى الخلف مجدداً . لم يسمع أنين ماه منير.. صاح مجددًا : "ماه منير"

اللوحة للفنانة الإيرانية - پونه جعفري نژاد

حين تأتي "ماه منير" تضع الورود التي اقتطفتها من الحديقة في الوعاء بجوار الفراش وتمسح بيدها على ورود البنفسج .
تجلس على كرسي مريح وتبدأ فى قراءة كتاب له .. تعطي له الدواء وتجلس بجواره حتى ينام. ثم تطفيء الإناره وتنزل الدَرج، إذا تعافى يعيد ترميم البيت. ثم يغطي رأسه تحت الغطاء ويفكر بعيون "ماه منير" السوداء ذات الأهداب الطويلة .
صاح هذه المرة بصوت عالٍ: " ماه منير"، صاح بطريقةٍ أخرى كي تسمعه .. رفع نفسه من على الفراش.. صبر حتى يهدأ ألمه .. ثم عاد يحدّق في الظلام . كان قد سمع صوت وقوع "ماه منير" من السلالم أو صوت تحطّم قضبان السلم.. حاول تحريك أصابع قدميه .

قال له الدكتور : " للأسف السكتة قد فعلت فعلتها"
يقول له الرجل : " والآن أنا مُقعَد؟"
-         "سأسمح لك بالذهاب الى البيت"، وينحني هامسًا "لديك ابنة جميلة".
رفعت "ماه منير" يدها من على كتف الرجل الشيخ.. مسحت وجهه و أجلسته على الكرسي المتحرك .
أخذ يفكر في الطريق ، ماذا يفعل لو تركته "ماه منير" ورحلت.. لم يسألها الى أين تأخذه  وحين وصلو الى البيت قرّت عينُه .
تضع طعامه كل مرة أمامه وتنظر اليه حتى يأكل وثم تنزل الدَرج.. كان يظن بأن "ماه منير" تتركه أيضا.. لكنها لم تتركه أبدا.. ظلّت معه.. كل مرة أراد أن يقول لها: "أفنيت شبابكِ من أجلي" فلا يستطيع.. فقط راح يحدق الى عينيها السوداوتين . حاول بقوة أن يسحب نفسه إلى أسفل.. يستطيع أن يسحب قدمه إذا وصلت يداه الى الأرض .
انعكس ضوء القمر على الستائر والهواء تغلغل خلالها.. أراد أن يسحب نفسه الى الدَرج حتى يستطيع رؤية "ماه منير". يتمنى لو لمرة واحده أن يضع رأسه على كتفها ويمسك بيديها وينظر إلى عيونها السوداء . 

اللوحة للفنانة الإيرانية - پونه جعفري نژاد

ماتت زوجته.. تركته ابنته.. جاءت "ماه منير" لرعايته وأصبحت كل مايملكه في الحياة.. فَهَم هذا المعنى متأخرا .. كانوا يقولون له: "ألا تخجل وأنت شيخٌ كبير" "هل تزوجتها؟" قالت ابنته هذه العبارات فكان يقول لها غاضبًا: "اتركيني" تصعد "ماه منير" الدرَج بسرعة .. يقول لها: "قولي لها أن تتركني  وشأنى.. أنا مرهق"
يسحب الغطاء فوق رأسه .. ابنته في طريقها نحو الدرَج تقول له: "سيتهدم البيت فوق رأسك "لم يخبرها أنه مَلّك البيت لـ "ماه منير" . كان يصيح فى ابنته: "دعيه يتهدم ، اتركيني وشأني".
انقشعت الغيوم.. جرَّ نفسه الى الأمام .. عبر الغرف والممرات .. أحسّ بالبرد.. جرَّ نفسه الى جانب الدرَج.. كانت بقع الدم المتخثر ممتدة الى نهاية الدرَج.. سَقطَ.. حاول النهوض فلم يستطع .. كانت هناك أسفل الدرَج.. التصق بالجدار .. هبط إلى الجانب .. كان يسمع صوت تكسّر عضام "ماه منير" في أذنه حتى نزل من السلم. أمسك ثوب "ماه منير" بقوة.. غمرتهم أشعة الشمس.. أراد أن يقول: "ماه منير" لكن لم يقلها..نظر إليها فحسب.

2 تعليقات:

جمييله جمييله استمتعت كثيراً بالقراءه
وبالاخص لانني ابحث عن الفن الفارسي فوجدت ظالتي بالصدفه هُنا
استمر وشكراً

Post a Comment

 

الأعداد السابقة

1 2 3 4
5 6 7 8
9 10 11 12
13 14 15 16
       

محرر إيران خان

أنت الزائر رقم

Followers

Copyright 2010 إيران خان - All Rights Reserved.
Designed by Web2feel.com | Bloggerized by Lasantha - Premiumbloggertemplates.com | Affordable HTML Templates from Herotemplates.com.